25 - 05 - 2025

عجايب غراب أبيض | أما وقد اقتربت البيضة من الخمسة جنيهات

عجايب غراب أبيض | أما وقد اقتربت البيضة من الخمسة جنيهات

 دخل صديقي المسالم الطيب الحبس في "نشر أخبار كاذبة"، وكان محظوظا لأنه قضى نحو أربع سنوات فقط. لكنه فقد عمله ومورد رزقه الشهري، وأيضا صحته. 

دخل سجونهم "القديمة" وكان سعر البيضة الواحدة أقل من الجنيه الواحد، وتحديدا 90 قرشا. وخرج من "الجديدة"، والتي تحمل عنوان "مراكز الإصلاح والتأهيل" وإن لم يضيفوا "التجميل والمساج"، فوجد البيضة تقترب من الخمسة جنيهات.

وبالأمس فقط، خرج عن صمت لازمه منذ العودة للحياة ، وفيما اخذ الطبالون الزمارون المهللون ينادون بولاية ثالثة، وممددة من 4 إلى 6 سنوات، أفصح لي عن حلم جاءه بين نوم وأرق بأنه التقى عند بائع بيض في سوق مجاور للبيت برئيس السنغال "ماكي سال"، وبشره قائلا : "رئيسكم سيفعل مثلي، ويعلن عدم ترشحه لثالثة، وبعدما غيروا له الدستور كعندنا". 

 لكنه استيقظ مفزوعا عندما أخرج "سال" دليله من جيب سروال أفريقي أنيق مزركش بألوان ساخنة، وهو يضحك ساخرا، ويقول: "تفضل.. سيعيد البيضة سعرها الأول ومنذ عشر سنوات، وليس أربعة". و"طقشها" كسرها بين أصبعي يديه الطويلتين، فخرج منها فرخ "كتكوت" بملامح وجه "الرئيس" يعوم في دماء، فيما تناهت للأسماع أصوات جماهير تهتف منتشية مباركة.

وفعل الشئ نفسه مع بيض غيرها، فتكاثرت الوجوه الرئاسية وسط بركة دم .وانتبه إلى رائحة نتنة تبعث على الفرار للضفة الأخرى من البحر.

وعجايب!
---------------------------------
بقلم: كارم يحيى

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | ظاهرة الكراسي المقلوبة